جدد مواقفه من «حماس» وإيران وحذر من «11 أيلول» جديدة في أميركا ... بوش يعترف في «ظهوره الأخير» بخطئه إعلان نصر مبكر في العراق
واشنطن – جويس كرم الحياة - 13/01/09//
استهل الرئيس الأميركي جورج بوش أسبوعه الأخير في البيت الأبيض، بمؤتمر صحافي وداعي، راجع فيه أبرز محطات رئاسته، ودافع عن قراراته المثيرة للجدل من حرب العراق الى السياسة الاقتصادية وإقامة معتقل غوانتانامو، كما جدد دعوته الى وقف إطلاق نار دائم بين إسرائيل وحركة «حماس»، مجدداً تأكيد قناعته بفاعلية وصوابية حل الدولتين.
واستجمع بوش، قبل سبعة أيام من انتقال السلطة الى خلفه باراك أوباما، لقطات من ولايتيه في الحكم ودافع عن قراراته الخلافية، مشيداً بصفات الرئيس المنتخب الذي اعتبره «ذكياً ومحدثاً ملفتاً». وقال ان التاريخ سيحكم على إرثه، متحدثاً عن «حصيلة جيدة وقوية»، معتبراً أن قراراته في العراق لم تكن لزيادة شعبيته أو نيل نسب تأييد ساحقة، بل اعتمدت على المصلحة العليا وأمن الأميركيين. واضاف ان «السؤال المطروح على المدى الطويل هو ما اذا كانت هذه الديموقراطية (في العراق) ستبقى حية، وهذا السؤال سيبقى مطروحاً امام رؤساء مقبلين».
وزاد ان «عدم العثور على أسلحة دمار شامل، شكل خيبة أمل مهمة»، مقراً بـ «خطأ» رفع راية «إنجاز المهمة» حين أعلن انتهاء المعارك والنصر في العراق بصورة مبكرة في ايار (مايو) 2003. وقال: «من الواضح ان رفع راية انجاز المهمة على حاملة طائرات كان خطأ»، مضيفاً: «بعثنا بالرسالة الخطأ، كنا نحاول ان نتصرف بصورة مختلفة ولكننا بعثنا بالرسالة الخطأ».
ودافع بوش ايضاً عن قرارات أخرى متعلقة بالإرهاب اتخذها البيت الأبيض بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، لحماية الأمن القومي الأميركي والجنود الأميركيين. وقال: «ادرك ان غوانتانامو اثار جدلاً. ولكن الدول التي تنتقد الولايات المتحدة لم توافق على استقبال هؤلاء المعتقلين».
وأضاف ان «التهديد الأخطر الذي سيواجهه (اوباما) وكذلك الرؤساء الآخرون من بعده، هو اعتداء على أراضينا. أود ان اقول ان الأمر ليس على هذا النحو، ولكن ثمة دائماً عدواً يتربص بالأميركيين. سيكون هذا الأمر تهديداً كبيراً».
وحرص بوش على إضفاء طابع صريح وعاطفي على مؤتمره الصحافي الأخير، وبرأ ادارته من مسؤولية الفشل في التعامل مع إعصار «كاترينا» والأزمة الاقتصادية، وتراجع مكانة أميركا، مشيراً الى أن هناك آفات في النظام وقوانين الرقابة وصلاحيات الحكومة الفيديرالية أوصلت الى هذه الأزمات و»لا يجوز إلقاء اللوم بالكامل» على الإدارة. وقال: «لست متفقاً في الرأي مع القائلين ان مستوانا الأخلاقي تدهور»، مضيفاً: «كل انسان يدرك ان اميركا تقف دائماً الى جانب الحرية».
وجدد بوش تأييده وقف إطلاق نار دائم في غزة، مؤكداً أن الكرة في ملعب «حماس». وقال: «أؤيد وقفاً لإطلاق النار قابلاً للاستمرار، ويعني، ان توقف حماس اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وأعتقد أن هذا خيار على حماس أن تتبناه». وأضاف ان «السبيل الأفضل لضمان وقف اطلاق النار هذا، هو العمل مع مصر لوقف تهريب الأسلحة الى غزة». وزاد ان «من حق الإسرائيليين الدفاع عن انفسهم»، على ان يتفادوا استهداف المدنيين في القطاع حيث اشار الى ان الإسرائيليين «سهلوا إرسال المساعدات الإنسانية».
وعن فشل ادارته في تحقيق حل الدولتين كما تعهد في «خريطة الطريق» ومؤتمر أنابوليس، قال بوش: «لم نحقق السلام، انما لدينا رؤية للسلام وكيف سيكون شكله وحل الدولتين، والعمل سيتطلب اقناع الطرفين بتقديم تنازلات لحل الدولتين. ما حققناه اليوم هو أن معظم دول المنطقة مقتنعة بهذه الرؤية... ونعمل على تعزيز السلطة الفلسطينية». وأضاف «ان حماس والقاعدة ومجموعات أخرى متطرفة لا تريد حل الدولتين وتعمل على نسفه، انما أنا مقتنع بأنه سيتحقق».