أخذني هذا الشارع في دوامة الأفكار
شدني إليه بقوة جذب إنتباهي أنتزع مني قدرتي على مقاومته
وكأنه يريد أن يخبرني بشيءٍ رغم عني
..........
في بادئ الأمر أسمعني ضوضائه فأزعجتني ومن ثم أراني عشوائيته فأفزعتني
بات يرسل لي بمواقفٍ ومواقف متتالية
حتى إنني بعد ما كنت أخشى الأندماج الروحي الذي ربطني به بات الأمر عادياً وأعتدت عليه
أعتدت على مواقفه الكثيرة المثيرة العجيبة الغريبة
إلا أنه أستوقفني موقف يجسد مشهد غريب عجيب
وكأنه سيناريو لتواصل الثقافات بعضها ببعض
ظلت هذه الصورة التي بداخل هذا المشهد عالقة بذهني طويلاً
حيث أنني رأيت رجلٌ متأنقٌ يقود سيارة فاخرة ومعه ولده المدلل قد توقفا جانب الطريق ليسألوا رجل آخر يركب حماراً وخلفه أبنه عن مكانٍ ما...
وفي لحظاتٍ أشارا لهما الرجل البسيط وأبنه إلى حيث شاءوا معلنين لهم عن مكانهم المرغوب
.............
هنا توقفت للحظات ٍ في تأمل
وكأنني أرى الرجل المتأنق وأبنه يمثلان حاضرنا هذا قد أستوقفا الماضي والعراقة والأصالة المتمثلة في ذاك الرجل البسيط وأبنه ليدلهم هذا الماضي إلى المستقبل المشرق المتمثل في المكان المرغوب
.....................
وهكذا أدركت جيداً تمسك هذا الشارع بي كي يعلمني درساً لن أنساه
لا يجب أن تخطوا خطوة إلى المستقبل بحاضرنا إلا بالرجوع إلى أصالتنا وعراقتنا المتمثلة في ماضينا المشرق المنير
................
تقديري ومودتي
نجوم السماء