اغتيل الحشره

الحشرة

صوت مدوي كسر هدوء الليل البهيم داخل البيت الفسيح . صحن سقط على الأرض وسط المطبخ .
أمينة حاولت دسه بعد تنظيفه في الرف المعد للأواني ، إلا أن الكرسي الخشبي الهرم مال قليلا بآمنة ، ففقدت توازنها . تمنت لو أنها وقعت بدل أن تكسر الصحن الثمين . لملمت الشظايا ، وانتظرت ردود الفعل . ارتاحت لكون مشغلتها مستغرقة في النوم . لكن ، ستكتشف غياب الصحن عند استعراضها لصفوف الأواني المرتبة في رفوفها حسب الحجم والقيمة .
اعتادت أمينة جعل تنظيف وترتيب أواني المطبخ آخر مهامها اليومية . تستيقظ باكرا وتظل منهمكة في أشغال البيت التي لا نهاية لها . لا تهدأ ولا تستريح . ومع ذلك نادرا ما تنجو من شتائم وعقوبات ربة البيت التي لا تناديها باسمها وتلقبها بالحشرة ، فاشتهر لقبها رغم اشمئزازها منه ، وتداولته ألسن الأطفال وبعض الجيران .
ارتج جسدها النحيف وجلست على الكرسي المتهالك . رأسها صخرة صماء ينوء جسمها بحمله . تشعر بومضات آلام حادة ومتقطعة . أكبت وجهها على الطاولة ، واحتوت رأسها بدراعيها ، فانهمرت دموعها من شدة الآلام وتهاطلت . أنستها الأوجاع الطارئة مغص أمعائها . لم تتناول إلا القليل من الطعام منذ الصباح . ولن تستطيع أخذ وجبتها قبل إنهاء الأشغال ...
لف المكان صمت رهيب امتزجت فيه أنفاسها بنبضات قلب يصارع من أجل البقاء . تتناهى إلى سمعها دقات ثقيلة كإيقاع طبول . طبول الجيوش المنسحبة من المعركة . أخذتها غفوة فاستعادت مائدة ضيوف الأمس . فرأت أنها انفردت بأطباق المائدة . تستعرض أصنافها بنظرات ذابلة متحسرة ، وتتلمس فواكهها بأطراف أنامل مرتجفة . سرت في كل عروقها رعشة اللهفة لتناول الطعام اللذيذ . عويل أمعائها المتضورة يدوي ويستنجد بمن حولها ، وصرير أسنانها يزداد بتوالي توهم المضغ والبلع . لا يسمح للخادمة في هذا البيت بأكل لحم ولا فاكهة ولا حتى بالاقتراب من مائدة الأسرة . مرت شهور على زيارتها لأمها بالقرية النائية حيث التفت عائلتها – بالمناسبة- حول مأدبة دجاج معد بطريقة تقليدية جميلة.
نامت أمينة نومة الجريح العليل وألقت عن كاهلها تعبا ومشقة لا تحتمل ، ونأت بنفسها عن جبروت نقش أخاديده على وجنتيها ببصمات القهر والذل والحرمان .
غمرت سحب غامضة كثيفة الأرجاء. استسلم كل من في البيت إلى النوم . كل على شاكلته . ثم انتفضت ربة البيت مذعورة لسماع المنبه ، نادت الخادمة بلقبها ، طافت بأركان البيت . لم تجد أثرا لأمينة . دفعت بقوة باب المطبخ . هالها ما رأت فولت ثم عادت وولولت ثم ولت وصاحت ... فلا مجيب ...

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تحياتى

مشكوره يا احل مديره بس شكلك ما فهمتي الموضوع
لكي تحياتي وودي

مشكور نجوم اليل
تحياتي وودي

مشكوره على هذا المرور الجميل يا معا نقة القمر
ولكي تحياتي وودي